Thursday, March 21, 2013

سبر غور الليل .. أو عندما يكتُبَنى صديقى _ صلاح عطبره

إلى .........؟؟


لم تراوده الشكوك بأنَّه يعاني من التعب، إضّجع على شقه الأيمن لعله ينسى نظرات أُستاذه الذي غاب منذ أمد سحيق وعلى أمل أن يعود في ليلة ما، كتلك التي تركني فيها أطالع نصوصه القديمة لعلني أجد في تلك القصاصات ما أبحث عنه ..!! ضج في نوم عميق قبل اكتمال جلسة الأشواق التي لم تنتهي بعد، برغم أنني كنت في حضرته لمدة ثلاثة أيام ..الإضاءة ضعيفة، صوت محركات الهواء يبدد هدوء الحديث العالق بيننا ، لاحظت بخاطري أنَّ جسده بدأ يتهيّأ للدخول إلى عالم آخر مختلف عن عالمي ، الذي لا يوجد فيه سوى مصباح يبذل أقصى جهده لتستمر تلك الجلسة الإستثنائية، بصحبة محرك الهواء المعلّق على صدر السقف الذي لم يتوقف عن إصدار اصوات تشبه تماما" تلك الآهات التي سوف تصدرها روحه عندما يكون في اللحظة الفاصلة بين الصحو والإستيقاظ ..ما زلت أطالع نصوصه ومازال النعاس يقاوم رغبته في الجلوس معي ..!! أخيرا" كانت الغلبة للأرق بأن جعله ممددا" كمومياء عتيقة محتفظة بكل ملامحها،، .نظرت إليه بعين المودع لم يخالجني أي شك بأنّه على مشارف الدخول إلى حلم، ..أو الخروج،.. برؤيا... واضحة لليوم الثاني، الذي سوف يودعني فيه ،قبل أن يأخذ الاذن، من تلك المبروكة!!!!!!،،،..الليل اكتمل نصفه الاول ..وانا انتهيت من كتابة نص ضعيف مقارنه بما يكتبة ذاك الطريح، الوسادة بدأت تظهر إمتعاضها من ما يدور داخل عقلة الباطن ..!! لذا كانت بعيدة من أُذنه اليمنى التي بدأت تستمع لأصوات مألوفة بالنسبة لي ..!!! لم يلاحظ تفتح الأبواب، والنوافذ ،وانكماش الستائر على نفسها من شدة البرد الذي تعيشه تلك الروح المعلقة بين عدة أشياء ..!! العرق بدأ ينحدر من مقدمة جبهته المنكسة ، و جوقة من الناس تتجه صوبه ، و الضوء بدأ يتقطع _ النيل يهتاج كروحة التي أسفرت عن خوف لها ..!! الأرض تتشقق دون أن تبتلعه ..!!! لكنَّها أخرجتْ السنه من نار وقليل من تلك البراغيث التي سوف تنتاشه عندما تكبله تلك الألسنه وتمنعه من الركض ..!! محرك الهواء لا يستطيع إخماد تلك النيران لأنّه إستنفذ كل طاقته في المقاومة ولم يتبقى له سوى الصراخ ..!! لم أهرب أنا مثل الذين تركوه وحيدا"، أسيرا"للطبيعة وغضبها ..!! عيناه الصغيرتان تلفظ تلك العدسات لأنّها أصبحت ترى بوضوح من أيّ وقت مضى ..!! النيل يتحول إلى كائن ضخم يتقدم نحوه بصحبة روافده طالبا" الثأر وإن يتقاسم جسده مع تلك العناكب الضخمة ،التي تتتقدم نحوه بخطوات بطيئة .. تراوده الرغبة في البكاء و الإلتفات، لا يستطيع لأنّ جسده في حالة تخشب كاملة، والتصاق قوي بالفراش كإلتصاق ساقيه ببعضهما ..!! يحاول أن يتحرك لم يستطع ..!! تحركت أنا بدلا" عنه ..!!!! وفي تلك اللّحظه التي غاب اللون الأسود عن عيناه أدركت أنّه يحتضر ...!!!! وقلت بسري لا فكاك من هذا المأذق إلاّ بالإنتظار .. روحه بدأت بالأنين عندما أُصبتُ أنا بالذعر من شدة صراخه الذي به تخلص،من تلك القبضة المحكمة التي شافرت على إدخاله الى جب من الهذيان ،لولا ذاك الصراخ وتلك الأكواب التي أهديتها له عندما إستيقظ على ضربات يدي التي إنتهت لتوّها من ... الكتابة ...!!! 

............................................................................................. 

القصّه لصديقى الشاعر _ صلاح الفاضلابى _ حينما غلبنى النُعاس وأدلفتُ بأولى خطواتى فى ذاك العبور ..!!! 

فجر 17 مارس 2013
 أم درمان .. 
مركزالأُستاذ محمود محمّد طه ( الثقافى )

No comments:

Post a Comment